التجارة نوعان:

نوع يعتبر تجارة بدون إدارة: مثل صفقات آنية فيها بيع وشراء، أو قرار استثماري متعلق بفرصة ما.

وهذا النوع من التجارة يصلح له أكثر من يتصف بما يلي بشكل أوضح:

1. مغامر: يغتنم الفرص. بل بعضهم عنده قدرات أعلى فيقدر على ” خلق” الفرص. وهذه تحتاج لشخصية مغامرة لا تمانع من تحمل بعض المخاطر، لأنها تؤمن بوجود فرص مخفية خلف هذه المخاطر.

2. مفاوض: ذو قدرة على الإقناع، ويملك لساناً ” معسولاً”.

3. العلاقات: فالتاجر شخص اجتماعي يكسب الأصدقاء والمعارف، ويبني العلاقات؛ لأن العلاقات هي جسر للفرص والمستثمرين والموردين والعملاء.

4. المرونة: التاجر يهمه في الأخير المكسب والخسارة، لذا فهو يجيد لغة التعامل مع الشخصيات المختلفة، ويعرف كيف يتحمل ويصبر للحصول على ما يريد. ” ما عنده قفلات”

5. مستقل: رغم مرونته، إلا أن له شخصية مستقلة؛ بمعنى أنه شخص ” ما ينضحك عليه”، له ميزانه الخاص للأمور، وله في الأخير قراره النهائي.

6. التاجر ” شاطر” في الحساب: يفهم لغة الأرقام جيداً وهي المفضلة لديه، ويعرف جاءه الربح ومن أين خسر. فإذا أردت درب التجارة قوّ علاقتك بهذه اللغة وأزل الحواجز بينك وبينها.

النوع الثاني من التجارة يحتاج إلى إدارة أيضاً: مثل المشروعات التجارية المستمرة أو الموسمية التي تحتاج لفريق يعمل فيها.

وهذه المشروعات تحتاج لنجاحها إلى قرارات استثمارية ” تجارية” + قرارات إدارية. وفي حالات كثيرة يبدأ التاجر بتجارة محدودة، ثم يتوسع ويدير بنفسه مشروعاته التجارية.

وأحياناً يستعين بمدير يكمل نقصه في الصفات التالية:

7. إدارة الفريق: للحصول على أعلى إنتاجية منه. فلا يقبل أن ينشغل رأس الهرم وينهمك بمهام تفصيلية أكثر من موظفيه.

8. فهم تفاصيل العمل: والقدرة على معرفة “أسرار الصنعة” في مجاله، وأسباب النجاح والخسارة.

9. بذل الجهد: ” الكرف” workaholic ” فمن كان يظن أن التاجر يربح بدون عناء وجهد، أو أنه مدير نفسه فهو مخطئ.

10. الحزم: لا يوجد تاجر لا يغضب. ومن يجمع الناس على وصفه بأنه ” حبيّب وطيوب وعلى نيّاته” فهذا ماله في طريق التجارة.

11. عنده رؤية للمشروع: ويعدل المسار ويتجاوز العقبات للوصول إلى هذه الرؤية. فهو لا يخبط خبط العشواء.

12. عقلاني: غير عاطفي

13. عملي: اكثر منه نظري.

Action oriented 14. وهي أهمها: التاجر شخص مبادر، أي أنه رقم 1 في المشروع؛ بمعنى أنه عنده دافعية داخلية قوية، ولا يحتاج إلى من يلهمه أو يحفزه، وكذلك لا يحتاج إلى من يعاقبه على التقصير.

فبقدر توافر هذه الصفات فيك فأنت تصلح للتجارة. وأحسن من يجيب على هذا السؤال هو أنت. فإن كنت جربت بعض المشروعات وحققت أرباحاً ولو قليلة فأنت تصلح بإذن الله. وإن لم تجرب وترغب في التجربة، فابدأ بتجارة بسيطة لا تحتاج إلى إدارة، فإن نجحت فتوسع تدريجياً. وبإمكانك أن تسأل من حولك عن نفسك ” هل أصلح للتجارة”. أو اكتشف شخصية تاجر ممن حولك وتشبه به. أو طبق على نفسك بعض الاختبارات التي تقيم شخصيتك في هذا الجانب.

https://www.bdc.ca/en/articles-tools/entrepreneur-toolkit/business-assessments/pages/default.aspx

وختاماً، هذه مجرد أسباب؛ فقد تصلح للتجارة لكن الله لم يقدر لك الرزق ” الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر”.

وصدق أبو تمام:

ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ

ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ

وإن كنت لا تصلح للتجارة، فأنت تصلح لما هو خير لك. فكل ميسر لما خلق له.

بقلم المستشار المالي محمد باوزير

Recommended Posts